لا لعودة الجماهير

جماهير الزمالك تتوافد إلي مدرجات برج العرب

لا لعودة الجماهير

كتب :علاء عطا

انتهى حلم السادسة،للاسف،رغم مساندة الآلاف لمعشوقها الاول، الزمالك، الفريق الذى لا يعلم سر حبه سوى مشجعوه الذين امنوا بحلمهم فى البطولة رغم فقدانها فى بريتوريا ذهاباً ولكن كان نداء الامل الذى راودهم على استحياء مع مرور كل يوم بعد مباراة الذهاب اضاعه اللاعبون والجهاز فلم يكونوا على مستوى الحدث ففازوا بهدف يتيم فقط! لا لعودة الجماهير

سأترك التحليل و سرد الخطط وسر خسارة اللقب لغيرى فما حدث فى مهزلة برج العرب للجمهور يستحق سرد مجلدات ،هل تعتقدون ان يوم من ذهب الاستاد بدأ فى الثامنة والنصف وانتهى فى العاشرة والربع؟ لا والف لا، فى نقاط سأشرح لكم ماذا حدث فى الاجواء العالمية التى عيشناها فى هذا الاستاد العالمى!

*فى البداية من اختار هذا المكان تحديداً لاقامة ملعب يلقب بالعالميه؟!اى عالمية تتحدثون عنها فى منطقة لا هى سكنية ولا نائية ولا تصنف بشئ سوى بمنطقة وضع احدهم يوماً اصبعه على الخريطة وقرر اختيار مكان ما فى مصر لبناء استاد!
*ستاد على بعد 20 كيلو من مدخل اسكندرية تقريباً و على بعد 6 كيلو من الطريق الصحراوى نفسه،مكان الاستاد يفتقد كل شئ،منطقة يسيطر عليها العرب،لا اماكن لركن السيارات، 6 كيلو عبارة عن مدق غير ممهد  لا يتجاوز عرضه 7 امتار تسير عليه 3 سيارات بمنتهى الصعوبة متجاورين، هل تتخيل ان 70 الف متفرج سيسيرون بنفس الطريق الاوحد للاستاد!
*لم نكن نعلم بالكارثة ولو كنا نعلم لفضلنا سير 6 كيلو على اقدامنا دون هذا الذل الذى فعلناه بالسيارة للوصول للاستاد عصراً وكارثة الخروج منه ليلاً.

*يظهر المسافة بالتمام 6 كيلو من مدخل الطريق الى الاستاد،على جانبيه مناطق سكنية ومحلات خدمية بدائية.

*كان فى اعتقادنا حينما اتجهنا يميناً الى طريق برج العرب من طريق القاهرة الاسكندرية اننا سنجد العالمية التى يصفونها،فاصطدمنا بهذا المدق اللعين،كنا نعتقد اننا كلما اقتربنا للاستاد كلما سنرتاح ولكننا عرفنا انه قمة الذل،انتهى بنا المطاف عند الاجبار على ركن السيارة مع العرب الذى يستغلون الموقف باسعار خيالية وصلت الى 50 ج والا حدث ما لا يحمد عقباه.

*دخول الاستاد لم يكن صعباً وهذا بالطبع لان من يتعامل معنا شركة “فالكون” والتى نجحت حقيقة فى التعامل بشكل راقى مع الجمهور والدخول دون عجرفه او اهانه،ولكن توجيه الاستاد نفسه جعل كل الدرجات تدخل من جهه واحده فقط عليها بوابات وبالتالى تضطر للمشى مسافة كبيرة جداً للوصول الى رقم البوابة.

*كل شئ ربما يهون من اجل المباراة فلم نفكر فى شئ،كالعادة تم مصادرة زجاجات الماء وذلك اعتقاد منا ان البديل سيكون بالداخل وهو كوبايات المياة المغلقة التى كنا نشربها فى ستاد القاهرة،ولكن تخيل ان حتى هذا الكوب الغالى لم يكن موجود،7 ساعات كاملة دون نقطة مياة سوى المضمضة من مياة غير صالحة للشرب من حمام طافح المياة به!

*بدخولك الاستاد،انت الآن غير متعارف بك فى عالم الانترنت،انقطاع تام للانترنت اللهم الا على استحياء ظهورها بعض الاوقات ثم اختفاءها،شبكات ضعيفة للاتصال،ثم ندخل ونصطدم بالكراسى التى تمتلك تراب عتق من قلة النظافة ولا نعلم لماذا عدم الاهتمام فى هذا الحدث المهم؟!الكل كان يشعر بشئ غريب على الكرسى يجعله “يهرش” ملاحظة ترددت كثيراً والغريب ان الجميع فشل حتى فى تنظيف هذا التراب الذى تحول الى طين!

*الجمهور الجنوب الافريقى كان له شأن اخر وحظ اوفر من توفير المياة لانه ببساطة يمتلك جنسية اخرى ولديه تشجيع فى حين نحن جئنا فقط لنعاقب!

*جمهور ضرب اروع القصائد فى التشجيع وفقد حلمه،ورحل مسالماً دون اضطرابات،مناوشات عادية ربما،ولكن لا تكسير ولا شغب ولا اى شئ لانه فقط عرف انه سيدفع الضريبة بعد ذلك بحرمانه من جديد.

*خرجنا للسير لمسافة كبيرة حتى السيارة لاخذ طريق السفر عائدين للقاهرة،وهنا بدأت رحلة الذل الحقيقية،فاذا كان دخول الاستاد بدأ من الساعات الاولى للصباح على دفعات،فان خروج 60 الف متفرج تقريباً فى وقت واحد فى هذا المدق اللعين لمسافة 6 كيلو يحمل اتوبيسات وميكروباصات وتكاتك وعربيات خاصة وجماهير سائره على الاقدام كان اشبه بالحشر!

*مدق لعين،مظلم،ليس به شئ سوى ضوء احمر هو انتظار السيارة التى امامك التى لا تتحرك مع ظهور على استحياء
لشرطة فشلت فى تنظيم الامر وذلك لعدم كفاءة الطريق المظلم،وكلما سألنا احد هل هناك طريق اخر كانت الاجابة” بلاش عشان خطر وممكن تتوهوا”!

*الحزن على الوجوه والظلام على طريق المدق كان كابوس وحده،كان كل حلمى فقط ان ارى طريق القاهرة الاسكندرية، ساعتان ونصف حتى ظهر الطريق فى الواحدة والنصف،هل تتخيل ماذا دار بذهنى وانا افكر ماذا لو كان هذا المدق يحتفل وهو عائد؟ولكن تلاشى التفكير سريعاً امام كلاكسات السيارات التى كادت تبكى لتخرج من هذا الممر الكئيب!

*سالت نفسى وماذا عن السادة الضيوف؟هل هناك طريق اخر ادمى غير الذى اتخذناه؟هل هناك ممر اكثر ادميه يمر عليه البهوات؟هل سيتذوق هذا الذل اخرون؟لم ارد التفكير اكثر من ذلك فالمهم اننى اتنفس هواء الصحراوى من جديد.

*الثالثة فجر يوم جديد وانا ادخل بوابات القاهرة وانا اعاهد الله اننى لن اعود لهذا الاستاد من جديد حتى لو اقيم عليه نهائى كاس العالم-مع الاعتذار للتشبيه-فما رأيته حتى لو تم سفلتت هذا الممر، فلا يعقل ان يكون هناك ممر واحد لاستاد سعته 80 الف شخص ابداً!

ايها السادة المسئولين،انتم منعتم الجميع عن دخول الاستادات كعقاب للجمهور الذى يعتبر كرة القدم والتشجيع متنفسه الوحيد،رايتم بالامس رقى الجمهور والتزامه،البعبع الذى تصوروه للجميع صرفه الجمهور،ولكن تسألون انفسكم لماذا نأخذ اصفار؟ لماذا تريدون جمهور مثالى وانتم سقطكم فى كل شئ؟ من اختار هذا الاستاد وهو ليس مستعد لاستضافة حدث بهذا الكم من الجمهور؟هل فكر احدكم فى خروج الجمهور من هذا الممر الكئيب،بالطبع لا،فنحن مشجعين لا اكثر ولا اقل، ياسادة العالمية ليست فى ارض ملعب ومدرجات،العالمية بريئة من نفسها امام ما رايته بالامس،ارجوكم امنعوا الجمهور حتى لا يهان،اؤيدكم الان فى قراراتكم، انتم الان على صواب، استوعبنا الدرس،لا لعودة الجمهور فعلاً!!

قبل الرحيل:

ارجو ممن يقرأ هذه السطور يهتم بها ان يعيى جيداً اننا لا نسعى لكارثة جديدة فى ستاد من اكبر استادات مصر،فليس منطقى ان نستيقظ على كارثة اخرى من جديد،فالتنظيم كان بالفعل جيد،ولكن حتى وان تم اصلاح هذا المدق،فلابد من وضع مخارج ومداخل تتحمل هذه الكثافة ،ارشادات للوصول والخروج من المنطقة من طرق اخرى،ان يوضع مكان امن للسيارات،ان يتم الانارة وتنظيم المرور بشكل اكثر امان للخروج،لا نريد سوى ان نرى الكمال اذا اردتم فعلاً العالمية

 

اقرأ أيضا ..